من أين أبدأ؟ وماذا أفعل؟ عند كتابة خطة البحث Research Proposal

تمهيد:

     تُعد خطة البحث، أو ما يسمى أيضا بالمقترح البحثي (Research Proposal)، بمنزلة وثيقة تعرض فكرة الدراسة التي سيتم إعدادها، ومن خلالها يحاول الباحث إقناع القارئ (لجنة الخطط في القسم) بأنَّ فكرة دراسته موضعُ اهتمام ومبتكرة، وأنه يمكن تطبيقها خلال الفترة المخصصة له، وبالإمكانيات المتاحة وبالمراجع المتوافرة لديه. كما يقدم الباحث من خلال مقترحه البحثي (Proposal) مراجعةً للدراسات السابقة وآلية تنفيذها. والهدفُ الرئيسُ من خطة البحث (Proposal) هو مساعدةُ طالب الدراسات العليا على تقديم موضوعات بحثية جيدة ونوعية.

بعض النصائح المهمة عند كتابة الخطة البحثية (Research Proposal):

• من المهم أن تكون لديك القدرة على إجراء الدراسة في المجال الذي اخترته، وعادةً ما يكون ذلك من خلال المؤهلات والخبرات والتجارب السابقة التي مر بها الباحث، ولا يجب أن تكون لديك جميع القدرات المطلوبة، وبخاصة في مرحلة الدكتوراه؛ لأنَّ أبحاثَ الدكتوراه أبحاثٌ عمليةٌ تنموية.
• لابد أن تكون فكرة دراستك ممكنًا تطبيقُها، فالغرض من خطة بحث (Proposal) هو إقناع الباحثين الآخرين بأن لديك القدرة على دراسة الموضوع الذي اخترته بمستواك الحالي (ماجستير، دكتوراه).
• أن تكون فكرتك البحثية منطقيةً وعلى المعيار المطلوب لمرحلتك الدراسية (ماجستير، دكتوراه)، وأنها لم تُنفَّذ من قبلُ، ويمكن إنجازها باستخدام المراجع المتوافرة لديك.
• أن تكون فكرتك موضعَ اهتمامك؛ إذ لا فائدة من أخذ فكرةٍ من المشرف وهي في غير مجالِ اهتمامك، وينبغي عليك الإجابة عن أحد الأسئلة الأولى بأن فكرة دراستك موضع اهتمامك، كما أن تعقبك لفكرة شخص آخر لن يجعلك تنهي مشروع بحث خلال –ما يعادل- ثلاث سنوات بشكل متواصل.
• أنت في الفترة المناسبة التي يمكنك فيها الحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه؛ إذ لا يوجد حدٌّ لعُمرِ نيلِهما، ولا توجد ظروف شخصية قد تعيق أي شخص عن محاولة الحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، فقط الذين يبذلون جهودهم يمكنهم المحاولة والتغلب على ما يلهيهم ويعقيهم.

من أين أبدأ؟ وماذا أفعل؟

سؤال يحير الكثير من طلبة الماجستير والدكتوراه، وذلك بعد الانتهاء من دراسة المقررات الخاصة بالمرحلة الدراسية، ودائمًا ما نسمع هذا السؤال.. ومن خلال تجاربي السابقة، وبالاستفادة من تجارب زملائي الباحثين؛ يسعدني أن أقدم لكم هذه التوجيهاتِ، لعلها تكون عونًا لمن يحتاج إليها، وبالله التوفيق:

• اقضِ وقتًا كافيًا في عملية البحث عن فكرة بحثية مناسبة، وفكِّر مليًّا بموضوعك ومناقشته حتى تتضح لك معالم الموضوع، وفي هذه الأثناء ستجد دراسات سابقة في المجال نفسه، ومن خلالها ستحدد هل تستمر في الموضوع؟ أو أنَّه يتحتم عليك تغيير فكرة دراستك؟ وذلك طبيعي جدًا؛ حتى تضمن أصالة فكرتك البحثية، لذا لا تستعجل أبدًا في مرحلة البحث عن فكرة بحثية أصيلة.
• بعد تحديد فكرتك البحثية والاقتناع بها، حينئذ ستكون في مرحلة تمكنك من كتابة العنوان والهدف وسؤال البحث الرئيس، التي يجب أن تحمل جميعُها المعنى والمضمونَ نفسه، ولكن لكل منها أسلوب مختلف في طريقة كتابته، وسأوجزها لك بحسب الآتي:

1. يجب في العنوان أن يصف البحث الذي سيتم إجراؤه، وأن يكون مختصر اختصارًا غير مخل، ولا يمكن كتابته على شكل سؤال، وأن يشير إلى نطاق الدراسة، بحيث يمكن تقييمه على أنه رسالة ماجستير أو دكتوراه.
2. يجب أن توضح أهداف الدراسة، وهدف ما تسعى الدراسة البحثية إلى تحقيقه، ومن الجيد أن تبدأ كتابته بـ(تهدف الدراسة إلى).
3. إن سؤال البحث الرئيس هو السؤال العام الذي تسعى الدراسة للإجابة عنه، وتحتوي بعض الدراسات على عدة أسئلة بحثية، أو على سؤال رئيس تليه أسئلة فرعية.

• بمجرد كتابة هذه المعلومات يمكنك توضيح آلية تحقيق الأهداف، ولابد أن تكون هذه الأهداف محددة أكثر، وأحيانا تحتوي على طريقة إجراء عملية البحث (بدءا بالدراسات السابقة، ومن ثم جمع البيانات وتحليلها)، أو أن تكون الأهداف متعلقة بجوانب مختلفة لها. وبشكل عام يجب أن تكون هناك من ٣-٧ أهداف، أي إنه يجب أن تكون مقدمة البحث متسقة ومنسقة.

الهيكل العام لخطة البحث (Proposal):

     تتفق الخطط البحثية (Proposal) في أغلب العناصر والمكونات، والاختلافُ ربما يكون في طرائق كتابة كل عنصر؛ إذ تختلف باختلاف التخصصات. وفيما يأتي ذكر أهم عناصر خطة البحث، أو ما يسميه البعض المقترح البحثي (Proposal):

1. العنوان
2. المقدمة أو الخلفية
3. مشكلة البحث
4. أهمية البحث
5. أهداف البحث.
6. أسئلة البحث.
7. الدراسات السابقة.
8. طريقة أو منهجية البحث.
9. قائمة المراجع.

      بحسب ما أشرنا إليه سابقًا، من أنَّ هذه العناصر قد تختلف من قسم إلى قسم في طريقة كتابتها، وفي ترتيبها أيضا؛ فإنه يجب على الطالب أن يعود إلى النموذج المعتمد في قسمه؛ لمعرفة شروط كتابة كل عنصر من عناصر خطة البحث، وكذا ترتيبها في الخطة.

الإضافات الاختيارية لخطة البحث (Proposal):

      ذكرنا سابقًا العناصر الواجب توافرها في أي مقترح بحثي (Proposal). وفيما يأتي سنذكر بعض العناصر التي قد توجد لدى بعض الأقسام الأكاديمية، والتي سيتعرفها الطالب من خلال النماذج الموجودة على الموقع الخاص بقسمه أو كليته:

• جدول المحتويات: تفيد هذه الميزة في الخطط البحثية التي تحتوي على أقسام فرعية، أو التي تزيد عن أربع صفحات؛ إذ إنها تسهل التنقل على القارئ.
• الأساس المنطقي
• الجدول الزمني لتنفيذ الدراسة

     وفي الختام، فإن الغرض الأساسي لخطة البحث (Proposal) إقناع الكادر الأكاديمي (لجنة الخطط بالقسم) بأن فكرة البحث يمكن تطبيقها، وأنها تستحق الدراسة؛ لذا يجب على الطالب أن يكتب في الخطة البحثية (Proposal) الأهمية العلمية والعملية لفكرته البحثية، ومن الذي سيستفيد منها، وكيف سيستفيد. وبما أن خطة البحث تستخدم في الإقناع؛ فإن الخطة المطولة التي لها تفاصيل وصفية غير ضرورية أقلُّ إقناعا مقارنة بالخطط البحثية المختصرة المركزة. وعليه فإن خطة البحث المثالية ينبغي أن تحتوي كلمات تتراوح بين ٢٠٠٠ إلى ٣٠٠٠ كلمة، من دون قائمة المراجع.